وذكر المروي في هذا الباب يطول، والأمر في إخباره (عليه السلام) بقصة الخوارج وقتاله (عليه السلام) لهم وإنذاره بذلك ظاهر جدا.
[بيان أن عليا (عليه السلام) قد يعرض في كلامه خدعة الحرب:] مسألة: فإن قيل: فما الوجه فيما روي عنه (عليه السلام) من قوله: " إذا حدثتكم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديث فهو كما حدثتكم، فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإذا سمعتموني أحدث فيما بيني وبينكم، فإنما (1) الحرب خدعة " (2). أو أليس هذا مما عابه (3) النظام أيضا، وقال: [إنه لو ] لم يحدثهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمعاريض (4) لما اعتذر من ذلك، وذكر ان هذا يجري مجرى التدليس في الحديث.
الجواب: [قلنا:] إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لفرط احتياطه في الدين (5)، وتخشنه فيه، وعلمه بأن المخبر ربما دعته الضرورة إلى ترك التصريح واستعمال التعريض، أراد أن يميز للسامعين بين الأمرين، ويفصل لهم بين مالا يدخل فيه التعريض من كلامه مما باطنه كظاهره، وبين ما يجوز أن يعرض فيه للضرورة، وهذا نهاية الحكمة منه (عليه السلام) وإزالة اللبس والشبهة، وتحري البيان والايضاح