تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٩٥
وذكر المروي في هذا الباب يطول، والأمر في إخباره (عليه السلام) بقصة الخوارج وقتاله (عليه السلام) لهم وإنذاره بذلك ظاهر جدا.
[بيان أن عليا (عليه السلام) قد يعرض في كلامه خدعة الحرب:] مسألة: فإن قيل: فما الوجه فيما روي عنه (عليه السلام) من قوله: " إذا حدثتكم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديث فهو كما حدثتكم، فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإذا سمعتموني أحدث فيما بيني وبينكم، فإنما (1) الحرب خدعة " (2). أو أليس هذا مما عابه (3) النظام أيضا، وقال: [إنه لو ] لم يحدثهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمعاريض (4) لما اعتذر من ذلك، وذكر ان هذا يجري مجرى التدليس في الحديث.
الجواب: [قلنا:] إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لفرط احتياطه في الدين (5)، وتخشنه فيه، وعلمه بأن المخبر ربما دعته الضرورة إلى ترك التصريح واستعمال التعريض، أراد أن يميز للسامعين بين الأمرين، ويفصل لهم بين مالا يدخل فيه التعريض من كلامه مما باطنه كظاهره، وبين ما يجوز أن يعرض فيه للضرورة، وهذا نهاية الحكمة منه (عليه السلام) وإزالة اللبس والشبهة، وتحري البيان والايضاح

(١) في " ش - خ - ": فإن.
(٢) مسند أحمد بن حنبل: ١ / ١٣١، صحيح البخاري: ٤ / ٢٤٤، وج ٩ / ٢١، صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٦ ح ١٥٤، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٤ ح ٤٧٦٧، قرب الاسناد: ١٣٣ ح ٤٦٦، الخرائج والجرائح: ١ / ١٨١ ح ١٣، كشف الغمة: ١ / ١٢٩، بحار الأنوار: ٢٠ / 246 ح 11، وج 33 / 331 ح 576، وج 42 / 188 ح 5، وج 72 / 254، وج 100 / 31 ح 4.
(3) في " ش، ع ": نفاه.
(4) المعاريض: جمع معراض، التورية بالشئ عن شئ آخر.
(5) في " ش، ع ": بالدين.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»