رواها ونقلها! أم كيف استجاز أن يضيفها إليه (عليه السلام) إن كان تخرصها؟ وكيف ظن أن مثل ذلك يخفى على أحد مع ظهور الحال وتواتر الروايات عنه (عليه السلام) بالانذار لقتال أهل النهروان وكيفيته، والاشعار بقتل المخدج ذي الثدية، وإنما كان (عليه السلام) ينظر إلى السماء ثم إلى الأرض ويقول: " ما كذبت ولا كذبت " استبطاء لوجود المخدج؟! لأنه (عليه السلام) عند قتل القوم أمر بطلبه في جملة القتلى، فلما طال الأمر في وجوده وأشفق (عليه السلام) من وقوع شبهة من ضعفة أصحابه فيما كان يخبر به وينذر من وجوده فقلق (عليه السلام) لذلك واشتد همه وكرر قوله: " ما كذبت ولا كذبت "، إلى أن أتاح الله وجوده والظفر به بين القتلى على الهيئة التي كان (عليه السلام) ذكرها، فلما [أن] أحضروه إياه كبر (عليه السلام) واستبشر بزوال الشبهة في صحة خبره.
وقد روي من طرق مختلفة وجهات كثيرة عنه (عليه السلام) الانذار بقتال الخوارج وقتل المخدج على صفته التي وجد عليها، وأنه (عليه السلام) كان يقول لأصحابه: انهم لا يعبرون النهر حتى يصرعوا دونه (1)، وأنه لا يقتل من أصحابه إلا دون العشرة (2)، ولا يبقى من الخوارج إلا دون العشرة (3)، حتى أن رجلا من أصحابه قال له:
يا أمير المؤمنين، ذهب القوم وقطعوا النهر.