تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٩٠
[من الرجز] أو ليس هذا إذعانا بأن التحكيم جرى على خلاف الصواب؟
الجواب: قلنا قد علم كل عاقل قد سمع الأخبار ضرورة ان أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهله وخلصاء (1) شيعته وأصحابه كانوا من أشد الناس إظهارا لوقوع التحكيم من الصواب والسداد موقعه، وان الذي دعي إليه حسن، والتدبير أوجبه، وأنه (عليه السلام) ما اعترف قط بخطأ فيه، ولا أغضى عن الاحتجاج على من شك فيه وضعفه، كيف والخوارج إنما ضلت عنه وعصته وخرجت عليه، لأجل أنها أرادته (2) على الاعتراف بالزلل في التحكيم فامتنع كل امتناع، وأبى أشد إباء، وقد كانوا يقنعون (3) منه ويعاودون طاعته ونصرته بدون هذا الذي أضافوه إليه (عليه السلام) من الاقرار بالخطأ، مثل أن يقول (عليه السلام): لو لم أحكم لكان خير، فهو دون الاقرار بالخطأ وإظهار الندم. وكيف يمتنع من شئ ويعترف بأكثر منه، ويغضب من جزء ويجيب إلى كل؟! هذا مما لا يظن به أحد ممن يعرفه (4) حق معرفته.
وهذا الخبر شاذ ضعيف، فإما أن يكون باطلا موضوعا، أو يكون الغرض فيه غير ما ظنه القوم من الاعتراف بالخطأ في التحكيم. فقد روي عنه (عليه السلام) معنى هذا الخبر وتفسير مراده [منه]، ونقل من طرق معروفة موجودة في كتب أهل السير، انه (عليه السلام) لما سئل عن مراده بهذا الكلام، قال: كتب إلي محمد بن أبي بكر بأن اكتب له كتابا في القضاء يعمل عليه، فكتبت له ذلك وأنفذته إليه، فاعترضه

(1) في " ش ": وعلماء، وخلاص - خ -.
(2) في " ش ": لأجل إرادتهم، إرادتها - خ -.
(3) في " ش ": يبتغون.
(4) في " ش ": هذا مما لا يظنه (عليه السلام) من يعرفه.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»