قوله تعالى له: صدقت في انك رسولي ومؤد عني (1). فلابد من أن يكون هذا المعجز مانعا من كذبه على الله سبحانه في ما يؤديه [عنه]، لأنه تعالى لا يجوز أن يصدق الكذاب، لأن تصديق الكذاب قبيح، كما (2) ان الكذب قبيح، فأما الكذب في غير ما يؤديه عن الله وسائر الكبائر فإنما دل المعجز على نفيها، من حيث كان دالا على وجوب اتباع الرسول وتصديقه فيما يؤديه، وقبوله منه، لأن الغرض في بعثة الأنبياء (عليهم السلام) وتصديقهم بالأعلام المعجزة (3) هو أن يمتثل ما يأتون به، فما قدح في الامتثال والقبول وأثر فيهما يجب أن يمنع المعجز منه.
فلهذا قلنا: إنه يدل على نفي الكذب والكبائر عنهم في غير ما يؤدونه [عن الله] بواسطة، وفي الأول يدل بنفسه.
فإن قيل: لم يبق إلا أن تدلوا على أن تجويز الكبائر يقدح فيما هو