[بيان الخلاف في نزاهة الأنبياء عن الذنوب:] اختلف الناس في الأنبياء (عليهم السلام). فقالت الشيعة الإمامية: لا يجوز عليهم شئ من المعاصي والذنوب كبيرا كان أو صغيرا، لا قبل النبوة ولا بعدها، ويقولون في الأئمة مثل ذلك، وجوز أصحاب الحديث والحشوية (1) على الأنبياء الكبائر قبل النبوة، ومنهم من جوزها في حال النبوة سوى الكذب فيما يتعلق بأداء الشريعة، ومنهم من جوز ذلك في حال النبوة بشرط الاسرار (2) دون الاعلان، ومنهم من جوزها على الأحوال كلها، ومنعت المعتزلة (3) من [وقوع] الكبائر والصغائر المستخفة من الأنبياء (عليهم السلام) قبل النبوة وفي حالها، وجوزت في الحالين وقوع ما لا يستخف من الصغائر، ثم اختلفوا، فمنهم من جوز على النبي (صلى الله عليه وآله) الاقدام على المعصية الصغيرة على سبيل العمد، ومنهم من منع [من] ذلك وقال: إنهم لا يقدمون على الذنوب التي يعلمونها ذنوبا، إلا (4) على سبيل
(٣٤)