التأويل.
وحكي عن النظام (1)، وجعفر بن مبشر (2) وجماعة ممن تبعهما، أن ذنوبهم لا تكون إلا على سبيل السهو والغفلة، وانهم مؤاخذون بذلك، وإن كان موضوعا عن أممهم (3)، لقوة معرفتهم وعلو مرتبتهم (4). وجوزوا كلهم ومن قدمنا ذكره من الحشوية وأصحاب الحديث (5) على الأئمة (عليهم السلام) الكبائر والصغائر، إلا انهم يقولون: إن بوقوع الكبيرة من الامام تفسد إمامته، ويجب عزله والاستبدال به.
واعلم أن الخلاف بيننا وبين المعتزلة في تجويزهم الصغائر على الأنبياء صلوات الله عليهم يكاد يسقط عند التحقيق، لأنهم إنما يجوزون من الذنوب ما لا يستقر له استحقاق عقاب، وإنما يكون حظه تنقيص الثواب على اختلافهم أيضا في ذلك، لأن أبا علي الجبائي (6) يقول: إن الصغيرة يسقط