تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٣٥
التأويل.
وحكي عن النظام (1)، وجعفر بن مبشر (2) وجماعة ممن تبعهما، أن ذنوبهم لا تكون إلا على سبيل السهو والغفلة، وانهم مؤاخذون بذلك، وإن كان موضوعا عن أممهم (3)، لقوة معرفتهم وعلو مرتبتهم (4). وجوزوا كلهم ومن قدمنا ذكره من الحشوية وأصحاب الحديث (5) على الأئمة (عليهم السلام) الكبائر والصغائر، إلا انهم يقولون: إن بوقوع الكبيرة من الامام تفسد إمامته، ويجب عزله والاستبدال به.
واعلم أن الخلاف بيننا وبين المعتزلة في تجويزهم الصغائر على الأنبياء صلوات الله عليهم يكاد يسقط عند التحقيق، لأنهم إنما يجوزون من الذنوب ما لا يستقر له استحقاق عقاب، وإنما يكون حظه تنقيص الثواب على اختلافهم أيضا في ذلك، لأن أبا علي الجبائي (6) يقول: إن الصغيرة يسقط

(1) هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري، ابن أخت أبي الهذيل العلاف وتلميذه، وكان أستاذا للجاحظ، عارض آراء الفقهاء، وانتقد الجبرية والمرجئة، وإليه تنسب فرقة " النظامية "، وهي إحدى فرق المعتزلة، توفي سنة 231 ه‍.
(2) هو جعفر بن مبشر بن أحمد المتكلم، أحد المعتزلة البغداديين، له كتب مصنفة، توفي سنة 234 ه‍.
(3) في " ش ": أمتهم، أممهم - خ -.
(4) في " ش ": منزلتهم - خ -.
(5) ويسمون أيضا " أصحاب الأثر "، من أبرز رجالاتهم: أحمد بن حنبل، ابن حزم، ابن تيمية.
(6) هو: أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سالم الجبائي، ولد سنة 235 ه‍ في " جبا " في خوزستان، وتوفي سنة 303 ه‍، كان تلميذا للشحام، وأستاذا للأشعري، له مصنفات، وإليه تنسب الطائفة الجبائية.
وقال فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي، المجلد الأول، الجزء الرابع ص 76:
ضاعت كتبه كلها، ولكننا نعرف آراءه من كتاب " مقالات الاسلاميين " لتلميذه الأشعري.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»