وجمهورهم شيعة أعدائه (عليه السلام) ومن يرى أنهم مضوا على أعدل الأمور وأفضلها.
وأن غاية من يأتي بعدهم أن يتبع أثارهم ويقتفي طرائقهم؟
وما العجب من ترك أمير المؤمنين (عليه السلام) ما ترك من إظهار بعض مذاهبه التي كان الجمهور يخالفه فيها، وإنما العجب من إظهاره شيئا (1) من ذلك مع ما كان عليه من شر (2) الفتنة وخوف الفرقة، وقد كان (عليه السلام) يجهر في كل مقام يقومه بما هو عليه من فقد التمكن، وتقاعد الأنصار، وتخاذل الأعوان، بما [لو] أنا ذكرنا قليله طال به الشرح.
وهو (عليه السلام) القائل: " والله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان برقانهم (3)، حتى ينطق (4) كل كتاب من هذه الكتب ويقول: يا رب، إن عليا قد قضى بقضائك " (5).
وهو القائل (عليه السلام) وقد استأذنه قضاته فقالوا: بم نقضي يا أمير المؤمنين؟
فقال (عليه السلام): " اقضوا بما كنتم تقضون حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات