تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٨٢
وجمهورهم شيعة أعدائه (عليه السلام) ومن يرى أنهم مضوا على أعدل الأمور وأفضلها.
وأن غاية من يأتي بعدهم أن يتبع أثارهم ويقتفي طرائقهم؟
وما العجب من ترك أمير المؤمنين (عليه السلام) ما ترك من إظهار بعض مذاهبه التي كان الجمهور يخالفه فيها، وإنما العجب من إظهاره شيئا (1) من ذلك مع ما كان عليه من شر (2) الفتنة وخوف الفرقة، وقد كان (عليه السلام) يجهر في كل مقام يقومه بما هو عليه من فقد التمكن، وتقاعد الأنصار، وتخاذل الأعوان، بما [لو] أنا ذكرنا قليله طال به الشرح.
وهو (عليه السلام) القائل: " والله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان برقانهم (3)، حتى ينطق (4) كل كتاب من هذه الكتب ويقول: يا رب، إن عليا قد قضى بقضائك " (5).
وهو القائل (عليه السلام) وقد استأذنه قضاته فقالوا: بم نقضي يا أمير المؤمنين؟
فقال (عليه السلام): " اقضوا بما كنتم تقضون حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات

(١) في " ع ": إظهار شئ (٢) في " ش ": إشراف.
(٣) في " ش ": القرآن بقرآنهم.
(٤) في " ش ": يظهر.
(٥) بصائر الدرجات: ١٣٢ ح ٢ وص ١٣٤ ح ٦، الإحتجاج للطبرسي: ١ / ٦١٠، تذكرة الخواص: ٢٠، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٦ / ١٣٦، كشف الغمة: ١ / ١٣٠، فرائد السمطين: ١ / ٣٣٨ ح ٢٦١، غاية المرام: ٥١٧ ح ٢، مناقب أهل البيت للشرواني:
١٩٢، بحار الأنوار: ٢٦ / 183 ح 11، وج 35 / 387 ح 5، ينابيع المودة: 1 / 216 ح 28 و 29 وص 221 ح 40، غزوات أمير المؤمنين (عليه السلام): 26.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»