، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل ذلك قد أهدر دمه فأمر بقتله، فلما رأى عثمان استحيى من رده وسكت (1) طويلا ليقتله بعض المؤمنين، فلم يفعل المؤمنون ذلك انتظارا منهم لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مجددا، فقال للأنصار: أما كان فيكم رجل يقوم إليه فيقتله؟
فقال له عباد بن بشر: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إن عيني ما زالت في عينك انتظارا أن تومئ إلي فأقتله.
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): الأنبياء (عليهم السلام) لا يكون لهم خائنة أعين (2) (3) ب.
وهذا الوجه يقارب الأول في المعنى.
فإن قيل: فما المانع مما وردت به الرواية من أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى في بعض الأحوال زينب بنت جحش فهواها، فلما أن حضر زيد لطلاقها (4) أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده وهواه لها، أو ليس الشهوة عندكم التي قد تكون عشقا على بعض الوجوه من فعل الله تعالى وأن العباد [لا] يقدرون عليها؟ وعلى هذا الوجه (5) [لا] يمكنكم إنكار ما تضمنه السؤال؟
قلنا: لم (6) ننكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن الشهوة تتعلق (7) بفعل العباد وأنها معصية مليحة (8)، بل من جهة أن عشق الأنبياء (عليهم السلام)