تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٢٥
وإهوانه (1) بقولهم أفضل [له] وأكثر ثوابا، فيكون إبداء ما في نفسه أولى من إخفائه، على أنه ليس في ظاهر الآية ما يقتضي العتاب، و [لا] ترك الأولى.
وأما إخباره يأنه أخفى ما الله مبديه فلا شئ فيه من الشبهة، وإنما هو خبر محض.
وأما قوله: * (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) * ففيه أدنى شبهة، وإن كان الظاهر لا يقتضي عند التحقيق ترك الأفضل، لأنه خبر أنه يخشى الناس وأن الله أحق (2) بالخشية، ولم يخبر أنك لم تفعل إلا حق وعدلت إلى الأدون، ولو كان في الظاهر بعض الشبهة لوجب أن نتركه ونعدل عنه للقاطع (3) من الأدلة .
وقد قيل: إن زيد بن حارثة لما خاصم زوجته زينب بنت جحش - وهي أبنة عمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وأشرف على طلاقها أضمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه إن طلقها زيد تزوجها من حيث كانت أبنة عمته. وكان يحب ضمها إلى نفسه كما يحب أحدنا ضم قرابته إلى نفسه (4)، حتى لا ينالهم بؤس [ولا ضرر]. فأخبر الله تعالى رسوله (5) (صلى الله عليه وآله) والناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إ نفسه ليكون ظاهر الأنبياء (صلى الله عليه وآله) وباطنهم سواء. ولهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للأنصار يوم فتح مكة وقد جاءه (6) عثمان بعبد الله بن [سعد بن] أبي سرح وسأله أن يرضى عنه

(1 / ب) في " ع ": إهانته.
(2) في " م ": انك تخشى الناس فالله أحق.
(3) في " ش ": للقطاع، للقطاع - خ -.
(4) في " م، ع " قراباته إليه.
(5) في " ع ": رسول الله.
(6) في " ش ": جاء.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»