تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٢٠
تمنى كتاب الله أول ليله * وآخره لاقى حمام المقادر (1) [من الطويل] أو يريد (2) بالتمني تمني القلب، فإن أراد التلاوة، كان المراد [ان] من أرسل قبلك من الرسل كان إذا تلا ما يؤديه (3) إلى قومه حرفوا عليه وزادوا فيما يقوله ونقصوا، كما فعلت اليهود في الكذب على نبيهم (عليه السلام)، فأضاف ذلك إلى الشيطان لأنه يقع بوسوسته وغروره.
ثم بين ان الله تعالى يزيل ذلك ويدحضه بظهور حجته (4) وينسخه ويحسم مادة الشبهة به. وإنما خرجت الآية على هذا الوجه مخرج التسلية له (صلى الله عليه وآله) لما كذب المشركون عليه، وأضافوا (5) إلى تلاوته [من] مدح آلهتهم ما لم يكن فيها .
وإن كان المراد تمني القلب، فالوجه في الآية ان الشيطان متى تمنى [ النبي (عليه السلام)] بقلبه بعض ما يتمناه من الأمور، يوسوس إليه بالباطل ويحدثه بالمعاصي، ويغريه بها، ويدعوه إليها، وأن الله تعالى ينسخ ذلك ويبطله بما يرشده إليه من مخالفة الشيطان وعصيانه وترك استماع غروره.
وأما الأحاديث المروية في هذا الباب فلا يلتفت إليها من حيث تضمنت ما قد نزهت العقول الرسل (عليهم السلام) عنه. هذا لو لم تكن في أنفسها مطعونة

(١) ورد هذا البيت في لسان العرب: ١٥ / 294 - مني -، وقد قاله حسان في مرثية عثمان بن عفان.
(2) في " ع ": أريد.
(3) في " ش ": ما يؤدي به.
(4) في " م ": حججه.
(5) في " ش ": وإنما أضافوا.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»