والانقطاع. ألا ترى ان قبول الاستغفار والتوبة يسمى غفرانا؟ وإذا شارك هذا القبول غيره في معنى استحقاق الثواب والمدح به جاز أن يسمى بذلك، ثم يقال لمن ذهب إلى أن القتل منه (عليه السلام) كان صغيرة، ليس يخلو من أن يكون قتله متعمدا وهو مستحق للقتل، أو قتله عمدا وهو غير مستحق، أو قتله خطأ، وهو مستحق [أو غير مستحق].
والقسم الأول يقتضي أن لا يكون عاصيا (1) جملة، والثاني لا يجوز [مثله] على النبي (عليه السلام)، لأن قتل النفس عمدا بغير استحقاق لو جاز أن يكون صغيرة على بعض الوجوه جاز ذلك في الزنا وعظائم الذنوب، فإن ذكروا في الزنا وما أشبهه التنفير، فهو في القتل أعظم، وإن كان قتله خطأ [غير عمد] وهو مستحق أو غير مستحق، ففعله خارج من باب القبيح جملة، فما الحاجة إلى ذكر الصغيرة؟
[تنزيه موسى (عليه السلام) عن الضلالة والاستعفاء من الرسالة:] مسألة: فإن قيل: كيف يجوز لموسى (عليه السلام) أن يقول لرجل من شيعته يستصرخه: * (إنك لغوي مبين) * (2)؟
الجواب: إن قوم موسى (عليه السلام) كانوا غلاظا جفاة، ألا ترى إلى قولهم بعد مشاهدة الآيات لما رأوا من يعبد الأصنام: * (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) * (3)