تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٣٩
فإن قيل: أفتصححون ما (1) روي [من] أن الجذام أصابه حتى تساقطت أعضاؤه؟
قلنا: إن (2) العلل المستقذرة التي تنفر من رآها وتوحشه، كالبرص والجذام فلا يجوز شئ منها على الأنبياء (عليهم السلام) لما تقدم ذكره في صدر هذا الكتاب، لأن النفور ليس بواقف على الأمور القبيحة، بل قد يكون من الحسن والقبيح معا. وليس ينكر أن تكون أمراض أيوب (عليه السلام) وأوجاعه، ومحنته في جسمه ثم في أهله [وماله] بلغت مبلغا عظيما يزيد في الغم والألم على ما ينال المجذوم، وليس ننكر تزايد الألم فيه (عليه السلام)، وإنما ننكر (3) ما اقتضى التنفير.
فإن قيل: أفتقولون إن الغرض مما (4) ابتلي به أيوب (عليه السلام) كان الثواب أو العوض أو هما على الاجتماع؟
وهل يجوز أن يكون ما في هذه الآلام من المصلحة واللطف حاصلا في غيرها مما ليس بألم أم تمنعون من ذلك؟
قلنا: أما الآلام التي يفعلها الله تعالى لا على سبيل العقوبة فليس يجوز أن يكون غرضه U فيها العوض من حيث كان قادرا على أن يبتدي بمثل العوض، بل الغرض فيها المصلحة وما يؤدي إلى استحقاق الثواب. فالعوض تابع والمصلحة أصل، وإنما يخرج بالعوض من أن يكون ظلما وبالغرض من أن يكون عبثا.
فأما الألم، إذا كان فيه مصلحة ولطف، وهناك في المعلوم ما يقوم مقامه

(1) في " ش ": ان ما.
(2) في " ش، ع ": إن.
(3) في " م، ش ": ينكر.
(4) في " م، ش ": بما.
(١٣٩)
مفاتيح البحث: الأنبياء (ع) (1)، الجواز (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»