تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٣٥
أيوب (عليه السلام) [في أن أيوب (عليه السلام) عذب امتحانا ولم يعاقب:] مسألة: فإن قيل: فما قولكم في الأمراض والمحن التي لحقت [نبي الله] أيوب (عليه السلام) أو ليس قد نطق القرآن بأنها كانت جزاء على ذنب في قوله تعالى:
* (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) * والعذاب [لا يكون إلا جزاء كالعقاب] والآلام الواقعة على سبيل الامتحان لا تسمى عذابا ولا عقابا، أو ليس قد روى جميع المفسرين (1) أن الله تعالى إنما عاقبه بذلك لئلا يترك (2) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقصته مشهورة يطول شرحها؟
الجواب: قلنا: أما ظاهر القرآن فليس يدل على أن أيوب (عليه السلام) عوقب بما (3) نزل به من المضار، وليس في ظاهره شئ مما ظنه السائل، لأنه تعالى قال: * (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) * (4) والنصب هو التعب، وفيه لغتان: بفتح النون والصاد، وضم النون وتسكين الصاد. والتعب هو المضرة التي لا تختص بالعقاب، وقد تكون على سبيل الامتحان والاختبار.

(١) انظر: تفسير الطبري: ١٧ / ٤٢ وما بعدها، تفسير القمي: ٢ / ٢٣٩ وما بعدها.
(٢) في " م، ع ": بذلك البلاء لتركه.
(٣) في " ش ": على ما.
(٤) سورة ص: ٤١.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»