قال وقد سئل: أي الناس أشد بلاء؟ فقال: " الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس " (1) فظهر من صبره (عليه السلام) على محنته وتماسكه ما صار به إلى الآن مثلا، حتى روي أنه كان في خلال ذلك كله [صابرا] شاكرا محتسبا ناطقا بما له فيه [من] المنفعة والفائدة، وأنه ما سمعت له شكوى ولا تفوه بتضجر ولا تبرم، فعوضه الله تعالى مع نعيم الآخرة العظيم الدائم أن رد عليه ماله وأهله وضاعف عددهم في قوله تعالى: * (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) * (2) وفي سورة ص (3) * (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم) *، ثم مسح ما به [من العلل] وشفاه وعافاه وأمره على ما وردت (4) به الرواية، بأن اركض برجلك (5) الأرض فظهرت [له] عين فاغتسل منها، فتساقط ما كان على جسده من الداء. قال الله تعالى:
* (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) * (6) والركض هو التحريك، ومنه:
ركضت الدابة.