تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٣٨
قال وقد سئل: أي الناس أشد بلاء؟ فقال: " الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس " (1) فظهر من صبره (عليه السلام) على محنته وتماسكه ما صار به إلى الآن مثلا، حتى روي أنه كان في خلال ذلك كله [صابرا] شاكرا محتسبا ناطقا بما له فيه [من] المنفعة والفائدة، وأنه ما سمعت له شكوى ولا تفوه بتضجر ولا تبرم، فعوضه الله تعالى مع نعيم الآخرة العظيم الدائم أن رد عليه ماله وأهله وضاعف عددهم في قوله تعالى: * (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) * (2) وفي سورة ص (3) * (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم) *، ثم مسح ما به [من العلل] وشفاه وعافاه وأمره على ما وردت (4) به الرواية، بأن اركض برجلك (5) الأرض فظهرت [له] عين فاغتسل منها، فتساقط ما كان على جسده من الداء. قال الله تعالى:
* (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) * (6) والركض هو التحريك، ومنه:
ركضت الدابة.

(١) قال ابن الأثير في النهاية: ٤ / ٢٩٦: الأمثل فالأمثل: أي الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة، ثم يقال: هذا أمثل من هذا، أي أفضل وأدنى إلى الخير، وأماثل الناس: خيارهم.
وقد روي هذا الحديث بألفاظ متفاوتة، انظر: مسند أحمد بن حنبل: ٦ / ٣٦٩، مستدرك الحاكم: ٤ / ٤٠٤، كنز العمال: ٣ / ٣٢٦ ح ٦٧٧٨ و ٦٧٨٠ - ٦٧٨٤، تسلية المجالس: ١ / ٦٩.
وروي أيضا عن الإمام علي والإمام الباقر والإمام الصادق (عليهم السلام)، انظر: الكافي: ٢ / ٢٥٢ ح ١ و ٤ وص ٢٥٩ ح ٢٩.
(٢) سورة الأنبياء: ٨٤.
(٣) آية: ٤٣.
(٤) في " ش ": وعافاه وآجره عليه وورد.
(٥) في " م، ش ": ركض برجله.
(٦) سورة ص: ٤٢.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»