تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٣٧
الضر هو الضرر الذي قد يكون محنة كما يكون عقوبة.
فأما ما روي في هذا الباب عن جهلة (1) المفسرين فمما لا يلتفت إلى مثله، لأن هؤلاء لا يزالون يضيفون إلى ربهم تعالى وإلى رسله (عليهم السلام) كل قبيح [ومنكر]، ويقذفونهم بكل عظيم، وفي روايتهم هذه السخيفة ما إذا تأمله المتأمل علم أنه موضوع باطل مصنوع، لأنهم رووا أن الله تعالى سلط إبليس على مال أيوب (عليه السلام) وغنمه وأهله، فلما أهلكهم ودمر عليهم، ورأى من صبره (عليه السلام) وتماسكه، قال إبليس لربه: يا رب، إن أيوب قد علم أنك ستخلف عليه (2) ماله وولده فسلطني على جسده، فقال تعالى: قد سلطتك على جسده [كله] إلا قلبه وبصره، قال: فأتاه فنفخه من لدن قرنه إلى (3) قدمه فصار قرحة واحدة، فقذف على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا تختلف الدواب على (4) جسده، إلى شرح طويل نصون كتابنا عن ذكر تفصيله، فمن يقبل عقله هذا الجهل والكفر كيف يوثق بروايته، ومن لا يعلم أن الله تعالى لا يسلط إبليس على خلقه، وأن إبليس لا يقدر على أن يقرح الأجساد ولا [أن] يفعل (5) الأمراض كيف يعتمد [على] روايته؟!
فأما هذه الأمراض [العظيمة] النازلة بأيوب (عليه السلام) فلم تكن إلا اختبارا وامتحانا، وتعريضا للثواب بالصبر عليها، والعوض العظيم النفيس في مقابلتها، وهذه سنة الله تعالى في أصفيائه وأوليائه (عليهم السلام). فقد روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنه

(1) في " م، ع ": جملة.
(2) في " م ": علم أنه ستخلف له.
(3) في " ش، ع ": على.
(4) في " م ": في.
(5) في " م ": الأجساد وأن يفعل.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»