تعالى؟
الجواب: قلنا: في ذلك وجوه:
منها: أن يكون تعالى لم يرد بقوله إنهم سجدوا [له] تعالى إلى جهته، بل سجدوا لله تعالى من أجله، لأنه تعالى جمع بينهم وبينه، كما يقول القائل: إنما صليت لوصولي إلى أهلي، و [إنما] صمت لشفائي من مرضي، وإنما يريد من أجل ذلك.
فإن قيل: هذا التأويل يفسده قوله تعالى: * (يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) * (1).
قلنا: ليس هذا التأويل بمانع من مطابقة الرؤيا المتقدمة [في المعنى دون الصورة]، لأنه (عليه السلام) لما رأى سجود الكواكب والقمرين له كان تأويل ذلك بلوغه أرفع المنازل وأعلى الدرجات، ونيله أمانيه وأغراضه، فلما اجتمع مع أبويه ورأياه في الحالة الرفيعة [العالية] ونال ما كان يتمناه من اجتماع الشمل، كان ذلك مصدقا لرؤياه المتقدمة. فلذلك قال: * (هذا تأويل رؤياي من قبل) *.
فلا بد لمن ذهب إلى أنهم سجدوا له (2) على الحقيقة من أن يجعل ذلك مطابقا للرؤيا المتقدمة في المعنى دون الصورة، لأنه ما كان رأى في منامه ان إخوته وأبويه سجدوا له، ولا رأى في يقظته الكواكب تسجد له. فقد صح ان التطابق في المعنى (3) دون الصورة.