في إخراجه من السجن على غير الله تعالى، ويتخذ سواه وكيلا في ذلك، في قوله للذي كان معه: * (اذكرني عند ربك) * (1) حتى وردت الروايات (2) ان سبب طول حبسه (عليه السلام) إنما كان لأنه عول على غير الله تعالى؟
الجواب: قلنا: إن سجنه (عليه السلام) إذا كان قبيحا ومنكرا فعليه أن يتوصل إلى إزالته بكل وجه وسبب، ويتشبث إليه بكل ما يظن أنه يزيله عنه، ويجمع فيه بين الأسباب المختلفة، فلا يمتنع على هذا أن يضم إلى دعائه الله تعالى ورغبته إليه في خلاصه من السجن أن يقول لبعض من يظن أنه سيؤدي قوله [له]:
" اذكرني ونبه على خلاصي " وإنما القبيح أن يدع التوكل ويقتصر على غيره، فأما أن يجمع بين التوكل والأخذ بالحزم فهو الصواب الذي يقتضيه الدين والعقل.
ويمكن أيضا أن يكون الله تعالى أوحى إليه بذلك وأمره بأن يقول للرجل ما قاله.
[تنزيه يوسف (عليه السلام) عن إلحاق الأذى بأبيه:] مسألة: فإن قيل: فما الوجه في طلب يوسف (عليه السلام) أخاه من إخوته ثم حبسه له عن الرجوع إلى أبيه مع علمه بما يلحقه عليه من [الخوف و] الحزن، وهل هذا إلا إضرارا به وبأبيه؟
الجواب: قلنا: الوجه في ذلك ظاهر، لأن يوسف (عليه السلام) لم يفعل ذلك إلا