تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١١٧
الجحيم) * (1) معناه لو تعلمون علم اليقين لم تتنافسوا في الدنيا ولم تحرصوا على حطامها.
وقال امرؤ القيس:
فلو أنها نفس تموت سوية * ولكنها نفس تساقط أنفسا (2) [من الطويل] أراد فلو أنها نفس تموت سوية لتقضت وفنيت، فحذف الجواب تعويلا [على أن الكلام يقتضيه ويتعلق به].
على أن من حمل هذه الآية على الوجه الذي لا يليق بنبي الله (عليه السلام)، وأضاف العزم على المعصية إليه، لا بد له من تقدير جواب محذوف.
ويكون التقدير على تأويله: ولقد همت بالزنا وهم بمثله، لولا أن رأى برهان ربه لفعله.
فإن قيل: متى علقتم العزم في الآية، والهم بالضرب أو الدفع، كان ذلك مخالفا للظاهر.
قلنا: ليس الأمر على ما ظنه هذا السائل، لأن الهم في هذه (3) الآية متعلق بما لا يصح أن يتعلق به العزم والإرادة على الحقيقة، لأنه تعالى قال:
* (ولقد همت به وهم بها) * (4) فتعلق الهم في ظاهر الكلام بذواتهما، والذات (5)

(١) سورة التكاثر: ٥ - ٦.
(٢) مراده: تموت بموتي نفوس كثيرة. انظر ديوانه ص ١١٨.
(٣) في " م ": ظاهر.
(٤) سورة يوسف: ٢٤.
(5) في " ش ": والذوات.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»