وقوله تعالى حاكيا عن زوجها لما وقف على أن الذنب منها وبراءة يوسف (عليه السلام) منه: * (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) * (1) وعلى مذهبهم الفاسد [ان] كل واحد منهما خاطئ فيجب أن يستغفر، فلم اختصت بالاستغفار دونه؟
وقوله تعالى حاكيا [عنه]: * (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم) * (2) فالاستجابة تؤذن ببراءته (3) من كل سوء، وتنبئ أنه لو فعل ما ذكروه لكان قد [صبا ولم] يصرف عنه كيدهن.
وقوله (4) تعالى: * (قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء) * (5) والعزم على المعصية من أكبر السوء.
وقوله تعالى حاكيا عن الملك: * (ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) * (6) ولا يقال ذلك فيمن فعل ما ادعوه عليه.
فإن قيل: فأي معنى لقول يوسف (عليه السلام): * (وما أبرئ نفسي إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) * (7)؟
قلنا: إنما أراد الدعاء والمنازعة والشهوة ولم يرد العزم على المعصية، وهو لا يبرئ نفسه مما لا تعرى منه طباع البشر.
وفي ذلك جواب آخر اعتمده أبو علي الجبائي واختاره، وإن كان قد