يريد الرمح صدر أبي براء * ويرغب عن دماء بني عقيل (1) [من الوافر] ومن وجوه الهم: الشهوة وميل الطبع (2)، لأن الإنسان قد يقول فيما يشتهيه ويميل طبعة إليه: ليس [هذا] من همي، وهذا [من] أهم الأشياء إلي. والتجوز باستعمال الهمة مكان الشهوة ظاهر في اللغة. وقد روي هذا التأويل عن الحسن البصري قال: أما همها فكان أخبث الهم، وأما همه (عليه السلام) فما طبع عليه الرجال من شهوة النساء.
فإذا كانت وجوه هذه اللفظة مختلفة متسعة على ما ذكرناه نفينا عن نبي الله ما لا يليق به، وهو العزم على القبيح، وأجزنا باقي الوجوه لأن كل واحد منها يليق بحاله.
فإن قيل: فهل يسوغ حمل الهم في الآية على العزم والإرادة، ويكون مع ذلك لها وجه صحيح يليق بالنبي (عليه السلام)؟
قلنا: نعم، متى حملنا الهم ها هنا على العزم، جاز أن نعلقه بغير القبيح ونجعله متناولا لضربها أو دفعها عن نفسه، كما يقول القائل: قد كنت هممت بفلان [بن فلان، أي:] بأن أوقع به ضربا أو مكروها.
[تنزيه يوسف (عليه السلام) عن العزم على المعصية:] فإن قيل: فأي فائدة على هذا التأويل في قوله تعالى: * (لولا أن رأى