ومثله قول الخنساء:
وفضل مرداسا على الناس حلمه * وأن كل هم همه فهو فاعله (1) [من الطويل] ومثله قول حاتم الطائي:
ولله صعلوك يساور همه * ويمضي على الأيام والدهر مقدما (2) [من الطويل] ومن وجوه الهم: خطور الشئ بالبال وإن لم يقع العزم عليه. قال الله تعالى: * (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) * (3) وانما أراد تعالى ان الفشل خطر ببالهم، ولو كان الهم في هذا المكان عزما، لما كان الله تعالى ولا هما، لأنه تعالى يقول: * (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) * (4) وإرادة المعصية، والعزم عليها معصية.
وقد تجاوز ذلك قوم حتى قالوا: إن العزم على الكبيرة كبيرة، [وعلى الصغيرة صغيرة]، وعلى الكفر كفر. ولا يجوز أن يكون الله تعالى ولي من عزم على الفرار عن نصرة نبيه (صلى الله عليه وآله) وإسلامه إلى السوء.