وجواب آخر في الآية على أن الهم فيها هو العزم، وهو أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير، ويكون تلخيصه " ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها " ويجري ذلك مجرى قولهم: قد كنت هلكت لولا أن تداركتك، وقتلت لولا أني [قد] خلصتك، والمعنى لولا تداركي لهلكت، ولولا تخليصي لقتلت، وإن لم يكن وقع هلاك (1) ولا قتل.
وقال الشاعر (2):
ولا يدعني قومي صريحا لحرة * لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (3) [من الطويل] وقال الآخر:
فلا يدعني قومي ليوم كريهة * لئن لم أعجل طعنة أو أعجل (4) [من الطويل] فقدم جواب " لئن " (5) في البيتين جميعا. وقد استبعد قوم تقديم جواب " لولا " عليها، وقالوا: لو جاز ذلك لجاز قولهم: " قام زيد لولا عمرو "، و " قصدتك لولا بكر ". وقد بينا بما أوردناه من الأمثلة والشواهد جواز تقديم