تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٢٢
وجواب آخر في الآية على أن الهم فيها هو العزم، وهو أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير، ويكون تلخيصه " ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها " ويجري ذلك مجرى قولهم: قد كنت هلكت لولا أن تداركتك، وقتلت لولا أني [قد] خلصتك، والمعنى لولا تداركي لهلكت، ولولا تخليصي لقتلت، وإن لم يكن وقع هلاك (1) ولا قتل.
وقال الشاعر (2):
ولا يدعني قومي صريحا لحرة * لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (3) [من الطويل] وقال الآخر:
فلا يدعني قومي ليوم كريهة * لئن لم أعجل طعنة أو أعجل (4) [من الطويل] فقدم جواب " لئن " (5) في البيتين جميعا. وقد استبعد قوم تقديم جواب " لولا " عليها، وقالوا: لو جاز ذلك لجاز قولهم: " قام زيد لولا عمرو "، و " قصدتك لولا بكر ". وقد بينا بما أوردناه من الأمثلة والشواهد جواز تقديم

(1) في " ع ": في هلاك.
(2) القائل: قيس بن زهير بن جذيمة. انظر: كتاب سيبويه: 3 / 46.
(3) يعني عامر بن الطفيل. يقول: لئن قتلت وعامر سالم من القتل فلست بصريح النسب حر الام.
(4) أورده أيضا في: أمالي المرتضى: 1 / 480، مجمع البيان: 5 / 386.
(5) في " م، ش ": لولا.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»