ومما يشهد أيضا بذلك قول كعب بن زهير:
فكم فيهم من سيد متوسع * ومن فاعل للخير إن هم أو عزم [من الطويل] ففرق كما ترى بين الهم والعزم، وظاهر التفرقة [قد] يقتضي اختلاف المعنى.
ومن وجوه الهم: أن يستعمل بمعنى المقاربة، فيقولون: هم بكذا وكذا، [أي] كاد [أن] يفعله.
قال ذو الرمة:
أقول لمسعود بجرعاء مالك * وقد هم دمعي أن يلج أوائله [من الطويل] والدمع لا يجوز عليه العزم، وإنما أراد انه كاد وقارب.
وقال أبو الأسود الدؤلي:
وكنت متى تهمم يمينك مرة * لتفعل خيرا تقتفيها شمالكا (1) [من الكامل] وعلى هذا خرج قوله تعالى: * (جدارا يريد أن ينقض) * (2) أي يكاد.
وقال الحارثي: