برهان ربه) * (1) والدفع لها عن نفسه طاعة لا يصرف البرهان عنها؟
قلنا: يجوز أن يكون لما هم بدفعها وضربها، أراه الله تعالى برهانا على أنه إن أقدم على ما هم به أهلكه أهلها وقتلوه، أو أنها تدعي عليه المراودة على القبيح، وتقذفه بأنه دعاها إليه وضربها لامتناعها منه، فأخبر الله تعالى أنه صرف بالبرهان عنه السوء والفحشاء اللذين هما القتل والمكروه، أو ظن القبيح به واعتقاده فيه.
فإن قيل: هذا الجواب يقتضي [ان جواب] لفظة (لولا) يتقدمها في ترتيب الكلام، ويكون التقدير لولا أن رأى برهان ربه لهم بضربها، وتقدم جواب (لولا) قبيح، أو يقتضي أن يكون [(لولا)] بغير جواب.
قلنا: أما [تقدم] جواب (لولا) فجائز مستعمل، وسنذكر ذلك فيما نستأنفه من الكلام عند الجواب المختص بذلك، ونحن غير مفتقرين إليه في جوابنا هذا، لأن العزم على الضرب والهم به قد وقع، إلا أنه انصرف عنه (2) بالبرهان الذي رآه، ويكون تقدير الكلام وتلخيصه: " ولقد همت به وهم بدفعها لولا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك ". فالجواب المتعلق بلولا محذوف في الكلام، كما حذف الجواب في قوله تعالى: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم) * (3)، معناه: ولولا فضل الله عليكم ورحمته، [وأن الله رؤوف رحيم] لهلكتم، ومثله * (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون