يوسف بن يعقوب (عليهما السلام) [تنزيه يوسف (عليه السلام) عن الصبر على الاستعباد:] مسألة: فإن قال [قائل]: كيف صبر يوسف (عليه السلام) على العبودية، ولم لم ينكرها و [لم] يتبرأ من الرق؟ وكيف يجوز على النبي الصبر على أن يستعبد ويسترق؟
الجواب: قيل له: إن يوسف (عليه السلام) في تلك الحال لم يكن نبيا على ما قاله كثير من الناس، ولما خاف على نفسه القتل جاز أن يصبر على الاسترقاق، ومن ذهب إلى هذا الوجه يتأول قوله تعالى: * (وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) * (1)، على أن الوحي لم يكن في تلك الحال، بل كان في غيرها، ويصرف ذلك إلى الحال المستقبلة المجمع على أنه كان فيها نبيا.
ووجه آخر: وهو أن الله تعالى لا يمتنع أن يكون أمره بكتمان أمره، والصبر على مشقة العبودية، امتحانا وتشديدا في التكليف، كما امتحن أبويه إبراهيم وإسحاق (عليهما السلام)، أحدهما بنمرود، والآخر بالذبح.
ووجه آخر: وهو انه يجوز أن يكون (عليه السلام) قد خبرهم بأنه غير عبد، وأنكر