واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا).
وهذا السياق يدل على أن ذلك أمر ونهي.
ويدل على أن أزواج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم من أهل بيته، فإن السياق إنما هو في مخاطبتهن.
ويدل على أن قوله (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) عم غير أزواجه، كعلي وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم، لأنه ذكره بصيغة التذكير لما اجتمع المذر والمؤنث.
وهؤلاء خصوا بكونهم من أهل البيت من أزواجه، فلهذا خصهم بالدعاء لما أدخلهم في الكساء، كما أن مسجد قباء أسس على التقوى، ومسجده صلى الله عليه [وآله] وسلم أيضا أسس على التقوى وهو أكمل في ذلك. فلما نزل قوله تعالى: ﴿لمسجد أسس على التقوى من أول يوم...﴾ (1) بسبب مسجد قباء تناول اللفظ لمسجد قباء ولمسجده بطريق الأولى.
وقد تنازع العلماء: هل أزواجه من آله؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد، أصحهما أنهن من آله وأهل بيته، كما دل على ذلك ما في الصحيحين من قوله: اللهم صلى على محمد وعلى أزواجه وذريته. وهذا مبسوط في موضع آخر (2).
أقول: لقد حاول ابن تيمية التهرب من الالتزام بمفاد الآية المباركة والسنة