كالتشيع بلا غلو وتحرق، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم، مع الدين والورع والصدق ، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة (1).
أقول:
وعلى هذا الأساس أيضا تسقط مناقشات بعض الكتاب في أسانيد الأحاديث التي يستدل بها الشيعة الاثنا عشرية من كتب أهل السنة.. لكن بعض المتعصبين يقدح في الرجل إذا كان شيعيا - أي يفضل عليا عليه السلام على غيره من الصحابة - ويكره الرواية عنه، حتى وإن كان من الصحابة، مع أن المشهور فيما بين أهل السنة عدالة الصحابة أجمعين! قال الحافظ ابن حجر بترجمة عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي المكي:
قال ابن عدي: كان الخوارج يرمونه باتصاله بعلي وقوله بفضله وفضل أهل بيته، وليس بحديثه بأس. وقال ابن المديني: قلت لجرير: أكان المغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل؟ قال: نعم. وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: مكي ثقة. وكذا قال ابن سعد وزاد: كان متشيعا.
قلت: أساء أبو محمد ابن حزم فضعف أحاديث أبي الطفيل وقال: كان صاحب راية المختار الكذاب. وأبو الطفيل صحابي لا شك فيه، لا يؤثر فيه قول أحد، ولا سيما بالعصبية والهوى (2).
قلت:
فالحمد لله الذي أجرى على لسان مثل ابن حجر العسقلاني أن ابن حزم