فاطمة غلاما فيوضع في حجرها، فولدت الحسن فوضع في حجرها. فكل من يشاهد الآن من ذريتها بضعة من تلك البضعة وإن تعددت الوسائط، ومن تأمل ذلك انبعث من قلبه داعي الإجلال لهم وتجنب بغضهم على أي حال كانوا عليه.
قال ابن حجر: وفيه تحريم أذى من يتأذى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بتأذيه، فكل نم وقع منه في حق فاطمة شئ فتأذت به فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأذى بشهادة هذا الخبر، ولا شئ أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ﴿ولعذاب الآخرة أشد﴾ (1) (2).
وثالثا: في أهل البيت في الآية: الحسن والحسين، وإن نفس الدليل الذي أقامه الحافظ السهيلي وغيره على تفضيل الزهراء دليل على أفضلية الحسنين، بالإضافة إلى الأدلة الأخرى، ومنها آية التطهير وحديث الثقلين الدالين على العصمة، ولا ريب في أفضلية المعصوم من غيره.
ورابعا: في أهل البيت في الآية: أمير المؤمنين عليه السلام، وهي - مع أدلة غيرها لا تحصى - تدل على أفضليته على جميع الخلائق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وخامسا: كون المراد من الآية (الأتقى...) أبو بكر هو قول انفرد القوم به، فلا يجوز أن يعارض به القول المتفق عليه.
وسادسا: كون المراد بها أبو بكر أول الكلام، وقد تقدم الكلام على ذلك.