في الفكرة الإسلامي، وذلك على أكثر من صعيد، وكأن هذه العودة تأتي تلبية لمتطلبات الإيحاء الغربي لرجال الفكر الرامي لحث هؤلاء على التنقيب أولا في العقائد المتداولة بعنوانها بديهيات أو مسلمات عقائدية ومحاولة اكتشاف حقيقة احتلالها لموقع البديهة في البناء الفكري وذلك تحت ما يسمى ب (حفريات المعرفة). وهي متطلبات تعود إلى الرغبة في إيجاد جو من التشكيك بالمسلمات العقائدية، بصورة يمكن معها تمييع الإحساس بقدسية المقولة العقائدية، ومن ثم قتله، وهو أمر إن حصل فسيؤدي لا محالة إلى تهشيم هالة القدسية تجاه النص الإلهي أو تهميشها، لأن هذه العقائد تقوم على أساس فهم ولده النص الشرعي، وحيث إن هذه لم تصمد، فإن من البديهي عودة ذلك لما تستند إليه من مقدمات فكرية وعقلية.
ولو نظرنا إلى الأمور بصورة ثاقبة فإن من السهل علينا أن نلحظ أن المتطلبات الغربية هذه تحكي مهمة حضارية غربية ضخمة هدفها يرتبط بعوامل السيطرة على منابيع حركية الأمة، في وقت شهدت - ولا زالت - معادلات السياسة الغربية إزعاجات وتنغيصات كبرى كان سببها والوعي الحركي الإسلامي، وحيث لم يجدوا في الإجراءات الإرهابية من قتل وتدمير وقمع وما شاكل