يقوم بأداء الحق، فلا يكتفي بالذي عليه من الحق، بل يعمد إلى تنجيز ما هو أكثر منه، ومنهم من لم يتحمل ذلك، فآثر العكس ولم يصبر كما في قصة يونس (عليه السلام)، لذلك عوتب من قبل الله جل وعلا وهذا ما يفيدنا أن النبي والأئمة حينما قبلوا بمبدأ استقبال البلاء والضراء فبسبب رغبتهم في التفاضل والتمايز، وقد مر معنا قبل ذلك من روايات صحيحة أن الإمام علي والحسن والحسين (عليه السلام) لو أرادوا التخلص من الظلم الذي حيق بهم، لدعوا الله ونجاهم منه، ولكنهم لم يفعلوا ذلك لطلبهم المنزلة التي يريدونها من الله، والتي لن ينالونا إلا من خلال قبول البلاء والصبر عليه توخيا لمصلحة الشريفة، وحينما لا يتصرفون بالشأن الكوني نصرة لأنفسهم رغم استطاعتهم، إنما يعبرون عن مدى تسابقهم عن رضوان الله الأكبر، وتفانيهم في ذاته وفي عشقه، وهو أمر لا يتمكن من إدراكه إلا من تذوق حلاوة التفاني في ذات الله (عظمت آلاؤه وتقدست أسماؤه)!.
فهاهو إبراهيم (عليه السلام) صاحب معجزة النار التي صارت بردا وسلاما كما في حديث القرن حتى في أشد الحالات هلعا وفي الظروف التي يمكن للإنسان أن يتشبث بكل شئ وإن وهن هذا الشئ تراه وهو في