الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ - مركز الرسالة - الصفحة ٨٧
وأما اللاتي تركتهن، فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه، فإنه تخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه...) (1).
وأوصى أبو بكر بالأمر إلى عمر بن الخطاب بالرغم من اعتراض أعلام الصحابة، محتجا بكونه خير الناس، فدل ذلك على أن ولايته لم تكن بنص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا برضا من المسلمين.
وقد كان في عهده من تعطيل الحدود الشرعية وتغيير الأحكام الإلهية ما ليس هنا موضع ذكره، ومن شاء فليراجع الكتب المؤلفة في ذلك، ويكفينا أن نعلم أن عمر هو الذي رمى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالهجر وحال دون كتابته الوصية كما تقدم.
وكان عمر هو الذي طرح فكرة تعيين الخليفة بالشورى، وقد جاء ذلك تفاديا لأن يبايع المسلمون الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إذ بلغه أن جماعة من أكابر الصحابة يقولون: لو مات عمر لبايعنا علي بن أبي طالب (2).
ولكنه - حيث كان يريد عثمان بن عفان وبني أمية للخلافة - عين ستة أشخاص للشورى، ومن غير مشورة من المسلمين في تعيينهم، وحدد لهم حدودا لا ينتهي الأمر بمقتضاها إلا إلى عثمان.
وبعد تعيين عمر للستة من أهل الشورى أخبرهم عن أنفسهم فقال:
(أما أنت يا زبير فوعق لقس (3)، مؤمن الرضا، كافر الغضب، يوما إنسان،

١) تاريخ الطبري ٣: ٤٣٠ - ٤٣١. وتاريخ اليعقوبي ٢: ١٣٧. والعقد الفريد ٥: ٢١.
٢) مقدمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري / ابن حجر العسقلاني، إرشاد الساري في شرح البخاري / للقسطلاني.
3) الوعق: الضجر المتبرم، واللقس: من لا يستقيم على وجه.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المركز 5
2 مقدمة الكتاب 7
3 الفصل الأول المعنى اللغوي للصحبة 9
4 الصحبة في القرآن الكريم 10
5 الصحبة في الحديث النبوي 12
6 المعنى الاصطلاحي للصحابي 13
7 تقييم الآراء 18
8 الفصل الثاني الصحابة في القرآن الكريم 21
9 آيات المدح والثناء 23
10 آيات الذم والتقريع 46
11 آيات واضحة الدلالة 58
12 الفصل الثالث الصحابة في السنة المطهرة 61
13 روايات المدح والثناء 61
14 روايات الذم والتقريع 65
15 من آثار الجاهلية 66
16 الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 67
17 روايات التحذير من سفك الدماء لأجل الدنيا 69
18 روايات الارتداد والرجوع على الأعقاب 70
19 الفصل الرابع الصحابة في التاريخ 75
20 الفواصل السلوكية 78
21 التخلف عن جيش أسامة والاعتراض على إمرته 80
22 اتهام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالهجر 81
23 معرفة الصحابة من خلال الحوادث بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 83
24 حرب الجمل 94
25 حرب صفين 97
26 ما بعد صفين 99
27 الفواصل السلوكية في عهد معاوية بن أبي سفيان 101
28 أوامر معاوية في شتم الإمام علي عليه السلام 102
29 اعتراض الإمام الحسين بن علي عليهما السلام على معاوية 104
30 ما جرى بين الصحابة في بيعة يزيد 105
31 الفصل الخامس الآراء في تقييم الصحابة 107
32 الرأي الأول: عدالة جميع الصحابة 108
33 الأدلة على عدالة جميع الصحابة 109
34 الآيات القرآنية 109
35 الروايات 109
36 تقييد المازري 115
37 الرأي الثاني: ثبوت العدالة في الواقع الخارجي 115
38 عدم التكلف في البحث عن عدالة الصحابة 116
39 الرأي الثالث: عدالة جميع الصحابة قبل دخولهم في الفتنة 117
40 الرأي الرابع: تأويل مواقف الصحابة 118
41 نقض التأويل والاجتهاد 121
42 الرأي الخامس: الرأي المعتدل 126