الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٤٨
وقبل أن ندخل في مناقشة الدكتور، لا بد من ملاحظة ما ذكره في قوله: " فهم فرق كثيرة يكفر بعضهم بعضا " حيث لم يبين الدكتور وجه دخل هذه المعلومة في أمر السنة والبحث عن حجيتها؟
ثم هل العامة أصحاب المذاهب العامية الأربعة، لم يكونوا فرقا كثيرة يكفر بعضها بعضا؟!
مع أن قوله " يحكمون بالردة على كافة الصحابة " استنادا إلى خبر واحد في كتاب، أمر غريب، حيث يجريه على طائفة بأكملها ويحملها قبول هذا الخبر؟
وكلمة " الردة " يريد أن يفسرها بالمفهوم المصطلح وهو الارتداد عن الإسلام؟
بينما الخبر المذكور لا يحتوي إلا على لفظ " ارتد الناس " ولم تذكر فيه كلمة " الردة " كما لم يذكر فيه أنها كانت " عن الإسلام " وإنما معنى " ارتد الناس " العدول عن الحق الذي أوجبه الرسول على أمته بشأن أهل بيته.
لكن الدكتور سار مع الناس في نقلهم، وفي تفسيرهم لذلك الخبر الوحيد " والحشر مع الناس عيد " أما ما يرتبط بأمر السنة عند الشيعة الاثني عشرية:
فالواقع الذي نجده في تراثهم أن الرواية عن الصحابة عندهم كثيرة جدا، وهذه كتب حديثهم تزخر بالمرويات عن الصحابة، وقد ذكر الشيخ الطوسي من الرواة للحديث الشيعي من بين الصحابة (468) شخصا، فما أعظم تلك الفرية التي ذكرها الدكتور؟
فلو كان الشيعة يروون عن هذا العدد من الصحابة، ويكتفون بالسنة المروية من طرقهم؟ فهل تبقى التهمة في حقهم على حالها؟
وهل يجب الرواية عن جميع الصحابة بلا استثناء، حتى يرضى الدكتور؟
وهل غير الشيعة تتفق أو تسلم لهم الرواية عن جميع الصحابة، أو كل من
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»