الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٥٩
عند الله سعيد، ولله ولي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " رحم الله امرأ علم حقا فقال فغنم، أو سكت فسلم " (1).
وقال الإمام الحسين السبط الشهيد عليه السلام:
في كتابه إلى أهل البصرة: أما بعد، فإن الله اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على خلقه، وأكرمه بنبوته واختاره لرسالته، ثم قبضه الله إليه، وقد نصح لعباده وبلغ ما أرسل به صلى الله عليه وآله وسلم، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومه بذلك، فرضينا، وكرهنا الفرقة، وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه... وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فإن السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد (2).
وقال عليه السلام في كتابه إلى معاوية:... أولست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الولد للفراش وللعاهر الحجر " فتركت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعمدا وتبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة، وليسوا منك (3).
والإمام زين العابدين السجاد عليه السلام:
قال عليه السلام: إن أفضل الأعمال ما عمل بالسنة، وإن قل (4).
وأما الإمامان العظيمان أبو جعفر الباقر وأبو عبد الله الصادق عليهما السلام، فلهما

(١) بلاغة الإمام الحسن عليه السلام، للصافي (ص ٦٧) رقم (٤٦) من الباب الأول.
(٢) الأخبار الطوال للدينوري (ص ١٣٣) ولا لاحظ أنساب الأشراف للبلاذري (2 / 78).
(3) رجال الكشي (ص 32) والاحتجاج (ص 297) ولا لاحظ الحسين عليه السلام سماته وسيرته (ص 129) وموسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام (ص 255).
(4) المحاسن للبرقي (ص 221) رقم 133.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»