الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٤٣
للقطع واليقين.
والشريعة المأخوذة مما يدخل في هذا الإطار هو مجموع ما أثبته علماء الأمة ورجالاتها التي اتفق على قبولهم الكل، وتداول أقوالهم وأعمالهم الجميع، وهي الأصول الأربعمائة المؤلفة من قبل أربعمائة من المؤلفين، والتي انعكست برمتها في الجوامع المتأخرة، التي بلغ مجموع ما فيها من الحديث أكثر من (000 / 40) نص، وهذه المجموعة، وبالملاك المذكور، وهو التلقي بالقبول، تعتبر الركيزة للشريعة الإسلامية، والسنة التي هي ثاني أركانها بعد كتاب الله.
ومن هنا كان إرشاد الآيات الكريمة والرسول وعترته إلى حجية هذه السنة المطمأن بها والموثوقة، أمرا متناسبا مع قدسية السنة ومكانتها في الدين، واللازم من حجيتها الذاتية، وجاريا مع خلود الشريعة، وهو المدلول لحديث الثقلين الآمر بالرجوع إلى العترة مع الكتاب، في أخذ معالم الدين والتعلم منهم.
ولقد أولى العترة - إلى جانب الكتاب - اهتماما بليغا في التأكيد على السنة وحجيتها، والإعلان عن علمهم بها، والإخبار عن احتفاظهم بها، بما سنثبته في هذا المقال.
اعتراضات مبنية على افتراضات:
وقد يرد على ما ذكرناه وجوه من الاعتراض، لا بد من ذكرها والإجابة عنها:
الأول: هل تنكر السنة؟
إن هذا الرأي يؤدي إلى إنكار شئ اسمه السنة، إذ يبتني على لزوم كون ما يسمى " سنة " أمرا متفقا عليه، بينما نجد سعة الاختلاف بين المذاهب الإسلامية،
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»