الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٥٣
وإن كانت ذات دلالة على المقصود، حيث استشهد فيها بالسنة (1).
أولا: نصوص من كتاب الله:
1 - قال الله سبحانه وتعالى: (... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول...) في سورة النساء (4) الآية 59، والمائدة (5) الآية 92، ومحمد (47) الآية 33، والتغابن (64) الآية 12.
والاستدلال بها: أن " الطاعة " المأمور بها هي الانقياد للرسول والسير طوع إرادته، فلو ظهرت منه في شكل حكم شرعي، لزمت طاعته، بمقتضى الأمر بها، وهو أمر إرشادي إلى حكم العقل بلزوم الانقياد للمولى أداء لحق مولويته، مضافا إلى جعل الله تعالى لطاعة الرسول قرينا لطاعته هو، وبسياق واحد، وتكرار الفعل " أطيعوا " للتأكيد على ذلك، مع إيحائه باستقلالية حجية قول الرسول الكاشف عن استقلاله بالحكم، ورضا الله تعالى بما يصدره من حكم، ونفوذه على المؤمنين بالله وبرسالته.
وكذلك ما دل على التهديد بالنار على معصيته وعصيانه ومخالفة حكمه، كقوله تعالى: (إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) سورة الجن (27) الآية 23.
2 - وقال تعالى: (... فلا وربك لا يؤمنون، حتى يحكموك في ما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) سورة الأنفال (8) الآية (24).
والاستدلال: بأن الله نفى صفة الإيمان، ما لم يتحقق ما ذكر من الأفعال، وهي:

(1) إن ما ورد فيه إطلاق " السنة " على الحكم الشرعي خصوصا ما أضيفت فيه الكلمة إلى " رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " في التراث الشيعي كثير جدا، وإن كان كل ما يصدر من الأئمة عليهم السلام هو " سنة " إلا أن في التصريح بالاسم في تلك الموارد، دلالة خاصة، كما لا يخفى.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»