الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٤٧
آحادا بهذا العمل وهذا القبول، وخرجت من الظن إلى اليقين، وابتعدت من الرأي والبدعة إلى الدين والشريعة.
وقد تحقق بها التأكد من السنة الموثوقة بأقوى السبل وآمن الأشكال، دون الاتكال على أخبار آحاد الرجال، الظنية، والمعتمدة على أساليب الجرح والتعديل الظنية كذلك، واعتبارها أدلة على " دين الله " وشريعة الإسلام الخالدة، التي يجب أن تكون علما ويقينا، على ما بين أهل تلك الأساليب والأخبار من الاختلافات في شروط النفي والإثبات.
الاعتراض الرابع: هل ترفض أحاديث الصحابة؟
وقد يقال: إن مآل هذا الالتزام: هو تخصيص حجية السنة بما ورد منها بطريق أهل البيت عليهم السلام ورفض السنة المنقولة من سائر صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهم كثيرون، ولا يخفى ما في هذا من ضياع لمجموعة من السنة المروية أقول: إن اتهام شيعة أهل البيت عليهم السلام بعدم الأخذ من الصحابة، وحصر الأخذ بأئمة أهل البيت تهمة قديمة حديثة، وقد صورها بأحدث صورها الأعظمي في دراساته بقوله: أما الشيعة فهم فرق كثيرة يكفر بعضهم بعضا، والموجود منهم حاليا في العالم الإسلامي أكثرهم من الاثني عشرية، وهم يذهبون إلى الأخذ بالسنة النبوية، لكن الاختلاف بيننا وبينهم في طريق إثبات السنة نفسها.
وبما أنهم يحكمون بالردة على كافة الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدا عدة أشخاص يتراوح عددهم بين ثلاثة إلى أحد عشر، لذلك لا يقبلون الأحاديث عن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بل يعتمدون على روايات منقولة عن أهل البيت فقط، حسب نظرهم (1).

(1) دراسات في الحديث النبوي (ص 25).
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»