التشيع من رئي التسنن - السيد محمد رضا المدرسي اليزدي

* روى " مسلم " في صحيحه عن " حذيفة ":
قال النبي صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية (لا يدخلون الجنة حتى يلج (1) الجمل في سم (2) الخياط (3)); وقد وردت مثل هذه الرواية في " مسند أحمد " (4). والعجيب ان بعض الرواة عمد لكلمة " في أصحابي " ليستبدلها بكلمة " في أمتي " (5)، لعدم انسجام الحديث مع أغراضهم وأفكارهم. بل البعض ذهب إلى ان المراد من " أصحابي " هم المنسوبون لصحبته (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكونوا كذلك في الواقع، وهذا ما فعله " النووي " في شرحه لصحيح مسلم. (6) ونترك للاخوة القراء الأعزاء اصدار حكمهم بهذه الشأن، وهل تصح مثل هذه التصرفات في هذه الأحاديث الصحيحة؟ (7)

١. الولوج: الدخول.
٢. السم: ثقب الإبرة.
٣. صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين، رقم ٤٩٨٣ و ٤٩٨٤ (ترقيم العالمية) سورة الأعراف، الآية ٤٠.
٤. مسند الكوفيين، رقم ٢٢٢٢٩ (ترقيم العالمية).
٥. مسند أحمد، مسند الكوفيين، رقم ١٨١٢٨ (ترقيم العالمية).
٦. دار احياء التراث العربي ١٣٩٢، ج ١٧، ص ١٤٥.
٧. أليس أكثرهم تركوا النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبته مرتين في شراء الحنطة؟! ((وتركوك قائما): سورة الجمعة، آية ١١. الدر المنثور، دار المعرفة، بيروت، ج ٦، ص ٢٢٠) أليسوا تركوه في غزوة خيبر وحنين وغيرها وفي أحد وفروا إلى الجبال؟! ((إذ تصعدون ولا تلوون على أحد و الرسول يدعوكم في أخراكم): آل عمران، آية ١٥٣. البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، ط الأولى 1966 م، ج 4، ص 28). وأليسوا فعلوا ما فعلوا في مواضع أخرى.
وكل هذا في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وبحضرته، فكيف بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) يعدون عادلا بصرف صحبة النبي (صلى الله عليه وآله) في زمان؟ (المنقح).

(١٤١)