إنه إجماع يهدر كرامة يزيد بلا ريب، فكيف سيتعامل معه رجل تبنى تزكية يزيد أولا وآخرا؟! إنه سينفيه بكل بساطة نفيا قاطعا لا ريب فيه ولا رجعة عنه وهو في مثل هذه المواقف لا ينسب قوله إلى مصدر معين لا من أصحاب العلم والفقه والصدق في النقل، ولا من غيرهم، بل يطلق أحكامه النهائية جزافا وكأنها من المسلمات التي لا نقاش فيها، في حين لم يعرف التاريخ منها شيئا، بل كله شاهد على نقيضها، ولا عرف الناس من أهل العلم وغيرهم حرفا منها، ولا رآها هو نفسه في كتاب، ولا سمعها من شيخ ذي معرفة! إنه هنا يقول: (ويزيد لم يسب للحسين حريما بل أكرم أهل بيته) منهاج السنة 2 / 226!. ويقول: (لا سبى أهل البيت أحد، ولا سبي منهن أحد) رأس الحسين - 208! ثم يبرهن لك على صحة قوله بطريقة ساخرة ودهاء جديد، فيقول: (أما ما يرويه من لاعقل له يميز به ما يقول، ولا له إلمام بمعرفة المنقول، من أن أهل البيت سبوا، وأنهم حملوا على البخاتي، و (أن البخاتي نبت لها من ذلك الوقت سنامان)! فهذا من الكذب الواضح الفاضح لمن يقول له). رأس الحسين - 208.
ترى أليس هذا الكلام فاضحا لمن زوره؟! فمن أين جاء بهذه الفقرة المضحكة وحشرها مع الخبر المتفق عليه عند أصحاب التاريخ، ليحكم على الموضوع كله بالبطلان ، مع ما يضفيه عليه من سخرية؟!!
ولماذا صد بوجهه عما نقله ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعد صاحب (الطبقات) ونحوهما من أهل العلم والصدق في النقل؟!
لا شك أن من يقول: (إن البخاتي نبت لها من ذلك الوقت سنامان) هو جاهل صاحب هوى, ولكنه ليس بأسوأ حالا ممن يأخذ هذا الكلام فيدسه