عقول ساذجة تألف شبهة أمام البديهة وهنا مكمن الصعوبة، فكيف تستطيع أن تفهم صاحب الجهل المركب أو صاحب الشبهة مقابل البديهات والحقائق المتفق عليها، ولا يحتاج فهمها والإقتناع بها إلى مؤونة كبيرة..
ومشكلتنا معك هي من هذا النوع الصعب المستصعب. فسم معاوية للحسن عليه السلام لا يخفى على ذي لب. ولا يخفى على كل محقق ومدقق في ثنايا التاريخ الإسلامي. والآن أنظر إلى أعذارك وتأمل جيدا في كلامك، وخاطب وجدانك.. هل ما قلته هنا يصدر من عاقل مستوي التفكير أم لا؟!
تقول: كان الحسن في المدينة ومعاوية في الشام. تقول: لماذا يسم معاوية الحسن. وتستدل بكلام ابن تيمية، والقاضي ابن العربي!
أما عذر بعد المسافة فهو عذر أقبح من فعل، فكان الملوك والسلاطين في بلدان ويقدمون على سم أعدائهم في بلدان أخرى بواسطة الخدع والقتلة ورشوتهم.
والثانية عليك لا لك، فمعاوية أراد الملك بعده ليزيد ابنه، فكان على استعداد لقتل ألف مثل الإمام الحسن عليه السلام لينال ابنه يزيد الملك، علما أن نص المعاهدة بينه عليه السلام وبين معاوية تقول: (إذا هلك معاوية ترجع السلطة إلى الإمام الحسن عليه السلام).
أما الاستدلال بكلام ابن تيمية والقاضي ابن العربي فلا حجة فيه، لثبوت بغضهما لآل البيت عليهم السلام أولا، وسبق بعض كتب التاريخ المثبتة للقضية عليهما ثانيا. وإليك بعض المصادر لكي تقنع، ولن...
1 - الإستيعاب 1 / 141. 2 - تاريخ ابن عساكر: 4 / 229. 3 - مقاتل الطالبيين ص 29 4 - تاريخ ابن كثير 8 / 43. 5 - طبقات ابن سعد. 6 - مروج الذهب للمسعودي: