3 - قلت: أنتم تزعمون أن سيدنا الحسن يخلو من الحكمة والفطنة، بحيث أنه يتنازل عن الخلافة ويسلم الأمر كله إلى معاوية، لكي يثبت أن معاوية على خطأ؟!
أقول: يجب عليك قراءة رسالتي الأخيرة بشكل واضح.. من الذي قال بأن الإمام الحسن عليه السلام يخلو من الحكمة والفطنة؟! فإذا أنت استنتجت من كلامي هذا، فقد ذهبت بعيدا أشد البعد عن مقصودي. والغريب من كل هذا أنك استنتجت هذه الفكرة من كلامي على الرغم من أنني بينت مدى عبقرية الإمام الحسن عليه السلام وذكاءه في كشف مخططات معاوية وإظهاره للناس بشكله الجاهلي، وقلب هذه المخططات بحنكته السياسية، والتمهيد لقيام ثورة عارمة ضد معاوية.. هل كل هذه الثمار والنتائج كفيلة بإيقاظ الناس من غفلتهم، وإعادة النظر في نصرتهم لأهل البيت عليهم السلام.
وباختصار: حفظ الإسلام الصحيح من الانقراض، لا يستدعي قبول الإمام الحسن عليه السلام بالصلح! أذكرك بصلح الحديبية حين كان الإمام علي عليه السلام يكتب بنود الصلح والنبي (ص) يملي عليه، حين اعترض سفير المشركين على النبي (ص) إذ أملى إلى علي (ع) بأن يكتب (رسول الله) فأمر النبي (ص) عليا بأن يمسحها. هل ننعت النبي بالتنازل عن النبوة والرسالة؟! وهل نقول بأنه (يخلو من الحكمة والفطنة) لأنه تنازل عن لقب هو يستحقه؟ طبعا لا... فإن نبوة ورسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمة سواء كتب في أعلى الصلح (رسول الله) أم لم يكتب. وإنما فعل ذلك (ص) لأن لديه هدفا أسمى وأعلى، وهو زيارة مكة للاعتمار. وهو رسول الله رغم أنف المشركين بأجمعهم.