وكذلك الحسن عليه السلام رأى من وراء الصلح ما يوصله لأهدافه (راجع رسالتي السابقة)، ولكن ذلك لا يعني بأنه ليس إماما، فهو إمام رغم أنف معاوية وأتباع معاوية. ولا تنس حديث النبي (ص) حين قال عنه وعن أخيه الحسين عليهما السلام: (الحسن والحسين إمامان، قاما أو قعدا). فإمامته موجودة وإن قام بالصلح مع معاوية، لأننا نعتقد بأن الإمامة منصب من قبل الله تعالى وليس بالاختيار والشورى، وليس للناس حق في تعيين الخليفة، فلا يعتبر معاوية خليفة وإن صالحه الحسن عليه السلام.
4 - قلت: لماذا كان جيش سيدنا الحسن (وهم الشيعة بزعمكم) متذبذبا وشكاكا في إمامته، بينما جيش معاوية راسخ؟؟
أقول: هناك عدة عوامل كانت محصلتها تذبذب جيش الإمام الحسن عليه السلام، وهي الظروف المعقدة القاسية التي عاشها منذ بداية عهد إمامته:
1 - بدأ الإمام الحسن حكمه مع جماهير لا تؤمن إيمانا واضحا كاملا برسالية معركته وبأهدافها، فكانت الخوارج في الكوفة وهي متعاونة مع الحزب الأموي على حياكة المؤامرات الخطيرة ضد الإمام الحسن عليه السلام.
2 - وجود الشكاك، وهم المتأثرون بدعوة الخوارج من دون أن يكونوا معهم فهم المذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فغلب عليهم طابع الإنهزام.
3 - كما نعلم بأن معاوية إذا أراد الوصول إلى غاية، فإنه يستخدم أي وسيلة للوصول إلى غايته مهما كانت. وكان عمرو بن العاص ساعده الأيمن في المكر والخداع. ولذا اشتهرت في تلك الفترة (فترة تسلم الإمام الحسن عليه السلام لزمام الخلافة حتى مرحلة الصلح) الخيانات وشراء معاوية