قد تقول: كيف؟! فأقول: لما كان معاوية يسب عليا عليه السلام وأمر بسبه على المنابر في الشام وفي الصلاة، بالإضافة إلى سلب حقوق الناس ومحاربة أهل البيت وصحابة علي عليه السلام.. فإن المواد الثلاثة الباقية تكفل امتناع معاوية من السب وحقوق الناس وحفظ حقوق أهل البيت وأصحاب علي عليه السلام بغض النظر عما إذا كان معاوية سيلتزم بالصلح، أم لا. وهذه الأمور على بعضها تعتبر مكاسب للأمة الإسلامية حيث سواد نوع من الأمن وحفظ للحقوق بالإضافة إلى رجوع الخلافة لأهل البيت عليهم السلام.
أما بالنسبة للإشكالات التي طرحتها (المغالطات كما تزعم) فأقول:
1 - من قال بأن أهل البيت عليهم السلام يعلمون الغيب؟! قال تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) الأنعام - 59، فالأئمة عليهم السلام لا يعلمون الغيب ولكن بتعليم من الله سبحانه. وفي هذا فإنه ليس من المعلوم بالدليل القطعي بأن الإمام الحسن عليه السلام يعلم ما سيحدث بعد الصلح عن طريق علم الغيب، بل كما بينا فإنه يعلم بأن معاوية سيغدر بسبب معرفته لمعاوية حق المعرفة، كما أوضحت ذلك أعلاه. فلا احتياج لعلم الغيب حتى يعرف الإمام عليه السلام ما سيفعل معاوية.
2 - أنت تقول: ولو كان معصوما كما تزعمون هل يتنازل عن الأمر إلى من سوف يستبد به، ولا يتبع ما اصطلحا عليه؟
أقول: وما هي العلاقة بين عصمة الإمام الحسن عليه السلام وهي ثابتة لا غبار عليها وبين التنازل كما تزعم؟! لقد بينت لك أسباب الصلح ونتائجه وأهداف الإمام الحسن عليه السلام من وراء هذا الصلح، في مشاركتي السابقة في هذا الموضوع، ويمكتك الرجوع إليها.