السبب باختصار هو الشك في قيادته، وعدم وجود الأنصار المخلصين.. عند ذلك رأى الإمام الحسن عليه السلام بثاقب رأيه وتسديد السماء له أن الوقوف بوجه جيش الشام لم يكن من صالح الإسلام ولا من صالحه أو صالح أهل بيته وشيعته، وإن الخوض في معارك خاسرة واضحة المعالم مسبقا ضرب من عدم حنكة القيادة وعدم التدبير ولئن انتصر معاوية في حربه هذه رسميا لاستطاع أن يزيل الإسلام من أساسه ويقضي على الدين وعلى جميع المؤمنين الحقيقيين من شيعة علي (ع) تماما، واستأصلهم من الوجود، ولم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه.
خلاصة الأحداث:
ومجمل ما تقدم من الفتن السوداء، والخيانة المفضوحة التي منيت بها المقدمة التي تعتبر أقوى فصائل الجيش أمور:
1 - تسلل ذوي الوجاهة والنفوذ من ذوي البيوتات الشريفة والأسر البارزة إلى معاوية.
2 - غدر القائد العام عبيد الله بن العباس وخيانته لسبط النبي وريحانته ولابن عمه.
3 - خيانة ثمانية آلاف من الجيش، والتحاقهم بمعسكر معاوية، وناهيك بالضعف والاحتلال الذي منيت به المقدمة بعد انسحاب هذا العدد الخطير من الجيش.
4 - اضطراب الجيش على الإطلاق، سواء كان في مسكن أو في المدائن، بسبب الإشاعات الكاذبة التي أذاعتها أتباع معاوية من أن الحسن عليه السلام قد صالح معاوية، وأن قيسا قد قتل.