عكرمة قال: كنت مع الحسين بن علي فلبى حتى رمى جمرة العقبة، قال أبو محمد وكان معاوية نهى عن ذلك). وهذه مسألة خلافية تكلم عنها بن حزم في نفس الكتاب المحلى: 7 / 135: (وأما قولنا لا يقطع التلبية إلا مع آخر حصاة من جمرة العقبة، فإن مالكا قال: يقطع التلبية إذا نهض إلى عرفة)..
بالنسبة لما رويته عن حكم معاوية بالجمع بين الأختين في الدر المنثور: 2 / 137... (لم يذكر محمد إبراهيم هنا شيئا) ! ثم قال: بالنسبة لما أوردته عن معاوية يلبس الذهب والحرير. جاء في سنن النسائي باب تحريم الذهب على الرجال: حدثني بن حمان قال: حج معاوية فدعا نفرا من الأنصار في الكعبة فقال: ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الذهب؟ قالوا: نعم. قال: وأنا أشهد... (يقصد محمد إبراهيم أن معاوية روى تحريم لبس الذهب).
ثم قال محمد إبراهيم: بالنسبة لما ذكرت أن معاوية قال: الحمد لله الذي مات عليا! في كتاب البداية والنهاية. فإنني لم أعثر عليه (عجبا) بل عثرت على التالي في: 8 / 17: (وقال جرير عن مغيرة قال: لما جاء نعي علي بن أبي طالب إلى معاوية وهو نائم مع امرأته فاختة بنت قرطة في يوم صائف جلس وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون وجعل يبكي، فقالت له فاختة: أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكى عليه. فقال: ويحك إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه وفضله وسوابقه وخيره).
أما روايات سم معاوية لسيدنا الحسن فلا يقبلها العقل، لأنه لا يوجد سبب لذلك (!) فسيدنا الحسن قد تنازل بالحكم لمعاوية منذ سنين، وبذلك فهو قد قدم لمعاوية خدمة. وموته خسارة لمعاوية أكثر من حياته.