ولكن ما فعله سيدنا الحسن بإعطاء الخلافة لمعاوية وهو أحد الصحابة الذين نزكيهم مما تذكرونه عنه، فيه خير كثير حيث حقن دماء المسلمين، مع اعترافنا أنه ببداية عهد خلافة معاوية فإنه قد انتهت الخلافة الراشدة.
لقد قلنا من قبل أن صلح الحديبية يختلف عن صلح سيدنا الحسن ومعاوية. والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتصرف بوحي إلهي، لأنه نبي مرسل ومعصوم من ناحية تبليغ رسالة ربه. بينما ينتفي كل هذا مع سيدنا الحسن. فلو قلتم أن سيدنا الحسين يتصرف بوحي إلهي لجعلتم خلافة معاوية شرعية بوحي إلهي. ولو قلتم أن سيدنا الحسن معصوم لجعلتم تنازله بالخلافة لمعاوية صوابا، واختياره لمعاوية خليفة للمسلمين صوابا، وحكم معاوية شرعيا.
كما أن صلح الحديبية كان بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين من ناحية وبين المشركين من ناحية أخرى. أما صلح الحسن ومعاوية فهو بين طائفتين من المسلمين، وهو صلح على الخلافة الإسلامية، حيث أنكم تقولون أن سيدنا الحسن قد سلم حكم المسلمين إلى من ينهى متعمدا عن التلبية، ويحكم بجمع الأختين، ويلبس الذهب والحرير، ويحمد الله على موت سيدنا علي، ويقتل الناس بدون وجه حق، ويلعن سيدنا عليا، ويتم الصلاة في السفر، ويشرب الخمر، ويأكل الربا، وغير ذلك، فإننا نرى أن في هذا طعنا في سيدنا الحسن قبل معاوية، ولذلك سأورد هنا ما وجدت فيما اتهمتم به معاوية.
بالنسبة لما ذكرته من نهي معاوية عن التلبية في كتاب المحلى: 7 / 136: (وعن ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، يقول: تلبي حتى ينقضي حرمك إذا رميت الجمرة. وعن سفيان الثوري، عن عبد الله بن الحسن، عن