الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٤٩
فالإنسان يعبد الله تعالى مباشرة، فينبغي أن يطلب منه مباشرة.. والله تعالى سميع بصير عليم، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، فلا يحتاج إلى واسطة من شخص حي ولا ميت ولا أي مخلوق..
هذا حسب إدراك عقولنا.. ولكنه سبحانه بنى هذا الكون، وخلق الإنسان وأقام حياته في الأرض على أساس الأسباب والمسببات في أمور الطبيعة..
وأخبرنا أن عبادته والطلب منه لها أصول وأسباب، وأن علينا أن نتعامل معه حسب هذه الأصول. مثلا: لماذا يجب الإيمان بالرسول؟ فإذا أردنا أن ننفي الواسطة نقول: إن المطلوب هو الإيمان بالله وحده، والرسول مبلغ وقد بلغ ذلك وانتهى الأمر، فلماذا نجعل الإيمان به مقرونا بالإيمان بالله تعالى؟!
لماذا قال الله تعالى: أطيعوني وأطيعوا الرسول، ولم يقل أطيعوني فقط، كما بلغكم الرسول؟!! وهذا المثل قد يكون صعبا..
مثل آخر: الكعبة..
لماذا أمر الله تعالى ببناء غرفة، وقال توجهوا إليها وحجوا إليها وتمسحوا بها؟ هل يفرق عليه في عبادتنا له أن نصلي له إلى هذه الجهة أو تلك؟ أو تحج تلك المنطقة أو لا تحج؟ فلماذا جعلها واسطة بيننا وبينه؟!
بل إن الصلاة أيضا نوع من التوسل، وقد يسأل إنسان: هل تحتاج عبادة الله إلى صلاى له؟ بل إن الدعاء أيضا توسل.. فالله تعالى مطلع على الضمائر والحاجات، فلماذا يطلب أن نقول له؟
بل يمكن لهذا التفكير العقلي أن يوصل الإنسان إلى القول: لماذا خلق الله الإنسان بحيث تكون له حاجات وقال له: ادعني حتى أستجيب لك..
(٤٩)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست