وقال في كشف الارتياب ص 260:
ومن أنواع التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم استقبال قبره الشريف وقت الدعاء فإنه في الحقيقة توسل به صلى الله عليه وآله وسلم وبقبره الشريف وقد جرت عليه سنة المسلمين خلفا عن سلف وقرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، وأفتى باستحبابه الإمام مالك إمام دار الهجرة في قوله للمنصور: لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى، بل استقبله واستشفع به.
قال في كتاب خلاصة الكلام: ذكر علماء المناسك أن استقبال قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وقت الزيارة والدعاء، أفضل من استقبال القبلة.
قال في الجوهر المنظم: ويستدل لاستقبال القبر أيضا بأنا متفقون على أنه صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره يعلم زائره، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لو كان حيا لم يسع الزائر إلا استقباله واستدبار القبلة، فكذا يكون الأمر حين زيارته في قبره الشريف.
ثم نقل قول مالك للمنصور المشار إليه آنفا.
ثم قال قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب: إن كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلا له، مستدبرا للقبلة. ثم نقل عن مذهب أبي حنيفة والشافعي والجمهور مثل ذلك وقال: وأما مذهب الإمام أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه والراجح عند المحققين منهم أنه يستقبل القبر الشريف كبقية المذاهب.