الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٧
بسم الله الرحمن الرحيم في الليلة السابقة وقع في خلدي أن أقوم بتحر للحديث الذي أرى أن البعض قد أكثر من تداوله والاستدلال به في باب العقيدة معتمدا على ذكره في بعض الكتب من غير تحقيق ولا مراجعة، وعمدتهم في ذلك ما ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 10 ص: 159: إذ قال:
وعن عبادة بن الصامت قال قال أبو بكر قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وهو حسن الحديث. وقد رواه أحمد بغير هذا السياق، وهو في الأدب في باب القيام.
أقول وبالله التوفيق: هذه العبارة ليست تحسينا للحديث كما ظن البعض، بل هي عبارة ممجلة حكم بها الهيثمي على ابن لهيعة وقد كررها في مواضع من كتابه، وحاله لا يخفى على المهتمين بهذا العلم، والجمهور من العلماء قد خالف الهيثمي في هذا، أو بالأحرى فصل في ذلك واعتبروا تحسين روايته فقط في المتابعات والشواهد كما فعل مسلم وغيره، بل والأكثر من ذلك أن الهيثمي نفسه قد ضعفه مطلقا كما في المواطن التالية 1 / 54 1 / 89 1 / 92 1 / 202 ضعيف، وقد وثق وقال في 10 / 375، وقد ضعفه الجمهور، وغيرها كثير وفي 10 / 264 قال حديثه يعتضد، وفي 10 / 206 قال وهو يدلس وفيه ضعف وقد وثق. والصواب التفصيل كما سبق بيانه، وقد لخص وجمع الأقوال الهيثمي نفسه كما في 6 / 97 فقال عن ابن لهيعة: وقد ضعف، وحديثه حسن باعتبار الشواهد.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست