الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٩
معاني غريبة عن ظواهر واضحة، فيقول أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يراد به التوسل بطاعته!!!! إنه يحرف معنى التوسل ويقول إن التوسل له معان عديدة وهي التوسل بدعائه والتوسل بطاعته وهذه معان متفق عليها أما التوسل بذاته فالسلف على خلافه!!! مع أن محل الكلام في التوسل هو التوسل بالذات.
المهم من كل هذا أن ابن تيمية وبعض الحنابلة المتأخرين (من أتباع ابن تيمية) والوهابية حاليا هم المانعون للتوسل بالنبي، أما بقية أهل السنة والجمهور منهم فلهم رأي آخر.
وإن هذا يبين أن الخلاف في التوسل بالنبي (ص) عبر المنع منه بدأ من عند ابن تيمية والحنابلة المتأخرين، أما قبل ذلك حيث يتمثل رأي أهل السنة والجماعة ورأي السلف الصالح فلا ذكر لمثل أقوال ابن تيمية.
ذكر الذهبي في ترجمة في ابن المقري: وروى عن أبي بكر بن أبي علي، قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت:
يا رسول الله الجوع، فقال لي الطبراني: أجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شئ كثير، وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رأيته في النوم فأمرني بحمل شئ إليكم.
وذكر أيضا في ترجمة ابن عبيد الله: قال أبو الربيع بن سالم الحافظ: كان وقت وفاة أبي محمد بن عبيد الله قحط مضر، فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطرا وابلا، وما اختلف
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست