الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٧
الإيمان بهم وتعظيمهم. وفي (اليعقوبية): (يحتمل أن يكون الحق مصدرا لا صفة مشبهة، فالمعنى بحقيقة رسلك، فليتأمل) ا ه‍. أي: المعنى بكونهم حقا لا بكونهم مستحقين.
أقول (أي ابن عابدين): لكن هذه احتمالات مخالفة لظاهر المتبادر من اللفظ، ومجرد إيهام اللفظ ما لا يجوز كاف في المنع... فلذا والله أعلم أطلق أئمتنا المنع، على أن إرادة هذه المعاني مع هذا الإيهام فيها الإقسام بغير الله تعالى وهو مانع آخر، تأمل. (14) هذا ولم نعثر في كتب الحنفية على رأي لأبي حنيفة وصاحبيه في التوسل إلى الله تعالى بالنبي (ص) في غير كلمة (بحق) وذلك كالتوسل بقوله:
(بنبيك) أو (بجاه نبيك) أو غير ذلك إلا ما ورد عن أبي حنيفة في رواية أبي يوسف قوله: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به.
القول الثالث في التوسل بالنبي بعد وفاته:
ذهب تقي الدين وبعض الحنابلة من المتأخرين إلى أن التوسل بذات النبي (ص) لا يجوز، وأما التوسل بغير الذات فقد قال ابن تيمية: ولفظ التوسل قد يراد به ثلاثة أمور، أمران متفق عليهما بين المسلمين:
أحدهما: هو أصل الإيمان والإسلام، وهو التوسل بالإيمان به (ص) وبطاعته.
والثاني: دعاؤه وشفاعته (ص) (أي في حال حياته) وهذا أيضا نافع يتوسل به من دعا له وشفع فيه باتفاق المسلمين.
ومن أنكر التوسل به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتد يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدا.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست